اختتمت أعمال ملتقى الحماية الاجتماعية الذي نظمه صندوق الحماية الاجتماعية بفندق قصر البستان- مسقط، على مدى أربعة أيام، بمشاركة عدد من المختصين والخبراء من داخل السلطنة وخارجها، يمثلون مؤسسات التقاعد والضمان الاجتماعي ومنظمات دولية وأكاديميين، وطلبة المدارس والجامعات، وقد شهد الملتقى نقاشات واسعة وعروضًا لخبرات وتجارب إقليمية وعالمية تناولت واقع ومستقبل أنظمة الحماية الاجتماعية، وسط تركيز على الابتكار والاستدامة والتخطيط الاستراتيجي.
وقال السيد شبيب بن عبدالله البوسعيدي- نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الحماية الاجتماعية: إنَّ حرصَنا، على تنظيمِ هذا الملتقى، ينبعُ من إيمانٍ راسخٍ، بأهميَّةِ تبادُلِ المعرفةِ وَالـخِبْراتِ، لبناءِ منظوماتٍ، أكثرَ مرونةً، وقدرةً على التكيُّفِ، مع التحدياتِ الراهنةِ والمستقبليَّةِ. ونأملُ، أن تُسهمَ هذه النقاشاتُ، في إثراءِ الفكرِ، وصياغةِ توجُّهاتٍ واضحةٍ، تُعزِّزُ كفاءةَ عَملِنا، وتفتحُ آفاقاً، أرحبَ للتعاونِ الدوليِّ، والشراكةِ المؤسسيَّةِ.
وأضاف: كما نؤكِّدُ، أنَّ مخرجاتِ هذا الملتقى، ستكونُ محلَّ عنايةٍ واهتمامٍ، وستُسهمُ ـ بإذنِ اللهِ ـ في دعمِ الجهودِ المؤسسيَّةِ، لصندوقِ الحمايةِ الاجتماعيةِ، وتطويرِ السياساتِ والخططِ، بما يخدمُ الصالحَ العامَّ، ويُحقِّقُ، تطلعاتِ الرؤيةِ العُمانيَّةِ المستقبليَّةِ 2040.
الجلسات الختامية للملتقى:
وخصص اليوم الأخير من الملتقى لمناقشة استراتيجيات النمو المالي وإدارة المخاطر لضمان استدامة صناديق الحماية الاجتماعية، إضافة إلى استعراض أبرز التوجهات في الاستثمار المستدام، وأهمية تنويع المحافظ الاستثمارية في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.
كما ناقشت الجلسات دور التحول الرقمي والتقنيات الناشئة في تحسين الخدمات للمستفيدين، حيث تم عرض تجارب دولية من كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، وأذربيجان، ركزت على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات الذكية، ومنصات صوت العميل، كما أُعلنت نتائج الفائزين لهاكثون حماية الذي كان الانطلاقة الحقيقية للملتقى، والذي قدم فيه المشاركون حلولًا رقمية مبتكرة لمعالجة تحديات المنظومة، بما في ذلك تحسين تجربة المتقاعدين، ومكافحة الاحتيال، ودقة احتساب المعاشات، في ظل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين.
الملتقى منصة للتكامل والتطوير المؤسسي
وخلال أيامه الأربعة، شكل الملتقى منصة فاعلة من العطاء الفكري، والتفاعل المعرفي، والحوار البناء، وتناول محاور متعددة أبرزها: إصلاح أنظمة التقاعد، الحوكمة، استبقاء الكفاءات، والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى، وذكرت الفاضلة كوثر البرطمانية- مديرة دائرة التخطيط ومتابعة الرؤية:” لقد كانَ مُلتقى حماية أكثرَ من مجرّدِ فعالية.. كان مِساحةً جامعةً، تلاقت فيها التجاربُ، وتفتّحتْ فيها الآفاقُ نحو رؤيةٍ مشتركة نصيغ فيها استراتيجيتنا القادمة، على أُسسٍ علميةٍ وإنسانيةٍ واقتصاديةٍ متينة.
وعلى مدارِ الأيامِ الماضيةِ، استعرضنا نماذجَ دولية، وتبادلَنا الرؤى مع شركائِنا في المنظماتِ الإقليمية والدولية، وناقشنا تحدياتٍ معقدةً تمسُّ واقعَنا وتستشرفُ مستقبلَنا.
كما شهدِنا تفاعلاً حيًّا في حلقاتِ العمل، وابتكاراتٍ واعدةً في الهاكاثون التقني، ومساهماتٍ علميةً رصينة في جائزة البحوث العلمية، ومداخلاتٍ ثريةً لنخبةٍ من المفكرين، والممارسين، والمختصين.
وإننا في صُندوقِ الحمايةِ الاجتماعيةِ، إذ نثمّنُ عاليًا ما حظيت به منظومة الحماية الاجتماعية من إشاداتٍ على المستويين الإقليمي والدولي، نؤكد بأنّ ما تحقق هو خطوةٌ أولى في مسيرةٍ متواصلةٍ نحو بناءِ منظومةِ تُليقُ بتطلعاتِ المجتمع، وتنسجمُ مع رؤيةِ عُمان 2040، ونُعبّرَ عن عميقِ امتنانِنا لكلِ مَنْ ساهم في نجاحِ هذا الملتقى، تحت مظلةٍ وطنيةٍ واحدة، شعارُها: “نحوَ منظومةِ حمايةٍ اجتماعيةٍ شاملةٍ، مرنةٍ، ومستدامةٍ.”
ختاماً
أكد القائمون على تنظيم الملتقى أن التوصيات والمخرجات التي تم جمعها خلال الفعاليات ستشكل أساسًا لصياغة التوجهات الاستراتيجية المقبلة لصندوق الحماية الاجتماعية، بما يعزز دوره كمؤسسة فاعلة في تحقيق الأمان الاجتماعي والاستقرار الاقتصادي في سلطنة عُمان، ويعكس رؤية عُمان 2040 في بناء مجتمع مستدام ومتوازن.